جاري تحميل ... عاجل اليوم

اعلان الرئيسية

اعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة



العالم يا معلم!
عدت الينا ونحن في صراع مع الموت! والخوف منه! من الجوع! ومن الوباء! وها أنت تعود الينا! مبتسما! مع انك على علم أن العبئ ثقيل! واكبر! والحرية مع المسامير والمطرقة بيد سجان! ارعن! وصراخ الاطفال الجياع! يدخل إلى قلبك! يطرق في أذنيك! وصدى أنين المرضى يلمس رداءك! لتبتسم من جديد! وكأني بك ماشيا على شواطئ الأرض التي أحبتك! ومن حولك ملايين الملايين من الفقراء! والمعذبين! الصيادين والفلاحين! والفعلة! وملايين الملايين من المشردين! وكل ما تحمل معك! عصاك! قد تكون من غصن زيتون! هلل به طفل يوم دخلت اليه! اسبوع مضى! وما يوقظ ذاكرتي! الولد الذي يمشي إلى جانبك! ويحمل سلة مغطاة بقطعة كتان عتيق! وصلت والجموع من حولك إلى تلال الجبال! بعد أن مررته بها! لتلقي آخر نظرة إليهم! ويلفت نظرك! قبور الشهداء! هناك! وها بك تقف على قمة الجبل لنسمع خطبة الجبل! التي رددتها الأجيال منذ أكثر من ألفي سنة!
ويأتي المساء! والجوع يصرخ! وكنت تعلم! أن لا طعام! في هذا العراء! ولكن ما نسيت الولد وسلته! وخمس أرغفة وسمكتين! وها أنت ترفع ذراعيك نحو السماء! طالبا من العون! وكالعادة وفرحته تألقتا! ومن يحصي كم من ملايين الارغفة والأسماك! وشبع الجميع! يا سيد هذا العالم يحتاج إلى أكثر من صبي ليحمل السلة!ولكن لا اكثر من خمس أرغفة وسمكتين ! لكي تكمل رحلتك في هذا العالم! تاركا ملايين الجموع التي شبعت! كل بيت! وقرية! وشارع ومدينة!! وبلد تنتظر مجيئك! ولكن لوحدك
تمشي نحو جبل الزيتون! وانت على علم أن يهوذا قبض ثلاثين من الفضة! ليسلمك إلى الكتبة والفريسيين! واليوم يا سيد حين رأيت الكنائس تحولت إلى مستشفيات! والوباء يعربد ويتغطرس في المدن والشوارع! وإذا بك تحمل عصاك وتسير نحو الجلجلة! ودموع امك تذرف! وكأني اراك تنظر عن يمينك وشمالك! مفتشا عن سمعان القيرواني! وإذا بي ارى ملايين الأطفال يتسابقون اليك! وكل منهم يحمل صغاره! وكل إمرأة تاخذ بمنديل لتمسح دموع امها! هذا هو العالم يعيش اسبوع آلامك! منذ شهور! وايمان الفقراء والجياع والمرضى والمشردين! يزداد كلما اقتربت من الجلجلة! وكلما سمعوا رنين المسامير! وكلما تراءت لهم حد الحربة! التي طعنت خاصرتك اليمنى! العالم يا سيد ينتظر الساعة الثالثة! لتبعث رحمتك إليه! هذا اسبوع آلامك يطول كل يوم! لان الوقت توقف عند أوجاع العالم التي تؤلمك أكثر من جروحك! وما يؤلمك هو وجع المرضى! وصراخ الجياع! والمشردين! العالم يا معلم يؤمن! انك تقبلت الموت لخلاصنا! وشربت الكأس التي ليس بقدرتنا أن نشرب!
يا معلم! ويا سيد! 
العالم اليوم بحاجة! لرحمه الله! وخلاصه! وملايين الاطفال في هذا العالم! منهم من حمل سلة مع خمس أرغفة وسمكتين! ومنهم من حمل صغاره! ماشيا معك نحو الجلجلة! كل دموع البشر لا تساوي دمعة واحدة من دموعك ودموع امك! انت الذي يتالم كل يوم لآلامنا! أما نحن نتذكر آلامك مرة في السنة! او عندما نحتاج اليك يا معلم! أما اليوم العالم بأسره ينتظر يوم القيامة!! يا معلم إن كنا لا نستحق الخلاص نحن الخطأة الكبار! وما هو ذنب الأبرياء هؤلاء الصغار!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *