ما ذنب هذا المشرق يا سيدي!
ما ذنب هذا المشرق يا سيدي!
سيدي اعذرني إن سالتك ما ذنب أبناء هذا المشرق! منهم من يقتل ومنهم من يشرد أو يهاجر! ومنهم من يسكن في المخيمات! ويسمونه نازح أو لاجئ! ما ذنب الأمهات الثقالى والأطفال الجياع! ما ذنب من خسر ذراعه أو رجله أو عيناه!! ما ذنب اللذين يسكنون في العراء ويتلحغون السماء! وما ذنب البيوت التي تهدم والأشجار التي تقطع أو تحرق! والقرى التي أصبحت رمادا ويسكنها الغربان! وما ذنب الكنائس والجوامع التي تسكر ثم تحرق والمصلين في داخلها! ! ما ذنب الفتيات اللواتي اغتصبن في عز النهار تحت انظار أمهاتهم! وما ذنب الشباب اللذين ذبحوا أمام اعين آبائهم! وما ذنب الشوارع التي أصبحت ركاما! سيدي ما ذنب هذه الأرض! وهل كتب علينا أن نعذب ونشرد ونقتل ونجوع! هل لأنك تركت لنا هذه الأرض وكل ما عليها وما تحتها من خيرات ليسرقوها! أو فقط لأنك منها ياسيدي!
أما حان الوقت لاهل هذا المشرق أن يعيشوا بسلام! أما حان الوقت لأطفالنا أن يبتسموا! ولامهاتنا أن تخلعن الحداد! ولفتياتنا أن يشعرنا بالامان! أما حان الوقت للمؤمنين أن يدخلوا إلى بيوتهم بدون خوف! أما حان الوقت لام أن تجمع اولادها المشردين وراء البحار! سيدي!
اين كتب على أصحاب الأرض والحق أن ينكل بهم! ليرحلوا!؛
نظرات أطفالنا تبكي! وصراخ أمهاتنا تؤلم! والعالم يتفرج!
لما كتب علينا أن نعيش الإجرام والعنصرية! وحقد التعصب! والخوف من البارحة واليوم والغد! لما كتب علينا أن نعيش وكأننا سجناء في بيوتنا في قرانا ومدننا! ومن حولنا العساكر ونواطير الغطرسة والاستبداد واللصوص! والسماسرة تجار الأرض والبشر! ! ما ذنب الملايين من احفادنا المهجرين والمشردين والاجئين! وما ذنب الأبرياء اللذين قتلوا باسم لاشي! وماذا يفعل هذا العالم! يتفرج! أو يستنكر ! يا سيدي بعد ألفي سنة ونحن ننتظر!
لنسمع صوتك يقول ! إبعدوا عني يا فاعلي الإثم! وتعالوا الي ايها الأبرياء المساكين! وأخرجوا من بيتي ايها التجار! وتعالوا إدخلوا إليه يا اخوتي الصغار! ولكن يا سيدي! االجياع يحتاجون إالى الخبر ! والعراة إلى رداء! والمشردين إلى مسكن! والمرضى إلى طبيب ودواء!
والضعفاء إلى قوتك وجبروتك! والعالم بأسره يحتاج الى حبك ورحمتك!
وها نحن ننتظر ! في هذا المشرق الذي لا ذنب له!


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق